
محتوي المقالة
1. المقدمة
2. ما هي الزراعة العضوية؟ وما الفرق بين الزراعة العضوية والزراعة التقليدية؟
3. استراتيجيات الزراعة العضوية
4. فوائد وإيجابيات الزراعة العضوية
I. أثر المنتجات العضوية على صحة الإنسان
II. الفوائد البيئية للزراعة العضوية
b) الحفاظ على مصادر المياه
c) الحفاظ على التنوع البيولوجي
d) الزراعة العضوية والنظام البيئي
5. تحديات الزراعة العضوية
6. الحلول المبتكرة لتشجيع الزراعة العضوية
7. الخاتمة
8. المصادر
1. مقدمة
صدر منذ بضعة أيام وتحديداً يوم الثلاثاء الأول من نوفمبر لعام 2022م قرار مجلس الوزراء برئاسة ولى العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بتسمية يوم الحادي عشر من نوفمبر من كل عام بـ يوم الغذاء العضوي و ذلك تأكيداً على توجه المملكة نحو الحلول البيولوجية الطبيعية.
ولكن ... هل تختلف المنتجات العضوية عن المنتجات التقليدية؟
وهل يستحق المنتج العضوي سعراً أعلى يدعو المستهلك لشرائه مع التوفر البديل الارخص؟
ذلك ما سنكتشفه في هذا المقال.
2. ما هي الزراعة العضوية؟ و ما الفرق بين الزراعة العضوية والزراعة التقليدية؟
تعد الزراعة العضوية من الحلول البيولوجية الشائعة حديثاً خاصة في الدول المتقدمة مثل الاتحاد الاوروبي و استراليا واليابان و أمريكا الشمالية.
و تقوم الزراعة العضوية على استخدام مخصبات طبيعية و بقايا النباتات و بعض الميكروبات التي يتم إمداد التربة بها والتي تساعد و تدعم نمو النبات، كما يتم التخلص من الآفات عن طريق انواع من البكتريا والميكروبات الأخرى التي تعتبر عدو طبيعي للآفات، كذلك يُحظر استخدام بذور النباتات المعدلة وراثياً.
و لا يقتصر الأمر على المحاصيل الزراعية فالمنتجات الحيوانية كالحليب واللحوم و البيض أيضاً يمكن أن يتم إنتاجها بشكل طبيعي و ذلك باستخدام الرعي بدلاً من الأعلاف الصناعية وتجنب حقن الحيوانات بالمضادات الحيوية أو الهرمونات لإنتاج المزيد من الحليب أو اللحم أو البيض.
3. استراتيجيات وممارسات الزراعة العضوية1
أولاً: الأسمدة
يتم استخدام انواع عديدة من الاسمدة التي تمد التربة والنبات بالمغذيات وهي:
1. السماد الأخضر
وهو نبات معمر يتميز بقدرته على تثبيت العناصر الغذائية من الهواء كالكربون والنيتروچين مثل البقوليات والبرسيم الحجازي يتم زراعتها لامداد التربة بالمغذيات ولاستدامة خصوبتها.
2. الكمبوست
وهو بقايا نباتية عضوية غنية بالعناصر الهامة للتربة يتم طحنها وإضافتها إلى التربة على فترات بنسب معينة معلومة.
3. السماد العضوي
وهو روث ومخلفات الحيوانات العضوية ( يجب أن تكون مزارع الحيوانات تعتمد الطرق العضوية لتربية الماشية) تُضاف للتربة على أوقات معينة.
ثانيا: المبيدات
● يتم استخدام بعض الحشرات التي تتغذى على الحشائش الضارة.
● يتم استخدام محاليل غنية بالميكروبات القاتلة للآفات.
● يتم تقليم وتنظيف النباتات يدوياً بشكل متكرر ودائم.
● يتم استخدام نظام الفخاخ والمصائد للتخلص من الحشرات والحيوانات الضارة
ثالثاً: البذور والتقاوي:
استخدام بذور محلية متكيفة مناخياً مقاومة للأمراض منتقاة بمعايير واضحة وغير مهجنة أو معدلة وراثيا لضمان إنتاج نبات صحي وخالٍ من الأمراض.
4. أثر استخدام الزراعة العضوية صحياً و بيئياً:
أولاً: فوائد و إيجابيات المنتجات العضوية على صحة الإنسان
طبقاً لدراسة علمية نُشرت في دورية JAMA INTERNAL MEDICINE فإن تناول الأطعمة العضوية كنظام غذائي يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد سن اليأس و سرطان الغدد الليمفاوية أو مايعرف بالليمفوما.
كما نشرت منظمة MAYOCLINIC العلمية أن المنتجات العضوية تتفوق على نظيراتها التقليدي بمحتواها العالي من مضادات الأكسدة و فيتامين C و أحماض أوميغا 3 الدهنية و هو ما يُعزز من صحة القلب والدم، كما تم رصد انخفاض واضح في نسبة المعادن السامة مثل الكادميوم.
ولا عجب في ذلك فإن استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الصناعية بشكل مستمر يؤدي إلى تلوث التربة التي تعد مصدر غذاء النبات الأكبر وبالتالي تراكم السموم والكيماويات في المنتجات الغذائية وبمرور الزمن تتراكم في جسم الإنسان مسببة أمراضا مزمنة مثل امراض القلب والكبد والكلى2
ثانياً: إيجابيات الزراعة العضوية بيئياً
1. الزراعة العضوية والتربة
تسهم الزراعة العضوية في استدامة خصوبة التربة والمحافظة على بناء التربة وتحسـين تهويتها وتقليـل الرقــم الهيدروجيني مما يُحسن من امتصاص وتيسير العناصر الغذائية للنباتات، هذا علاوة على أنها تعد مصدراً مهما لإمداد الكائنات الحية في التربة بالطاقة اللازمة للنشاط والتحلل.
كما تعتمد على استخدام الميكروبات والحشرات النافعة كبديل نظيف وآمن للمبيدات الحشرية الكيميائية التي تؤدي إلى تسمم التربة.
2. الزراعة العضوية والموارد المائية
لعل من أسمى أهداف ومميزات الزراعة العضوية هي الحفاظ على الموارد المائية نظيفة وخالية من التلوث الكيميائي الناجم عن استخدام الأسمدة والمبيدات الكيميائية وهو ما يجعل مصادر المياه منبع للسموم والكيماويات ومنبع للتلوث مما يهدد النظام البيئي بأكمله.
3. تعزيز التنوع البيولوجي
تدعم ممارسات الزراعة العضوية المتنوعة تنوع الكائنات الحية في التربة و تعزز من تواجد المفيدة منها مثل ديدان الأرض والبكتريا العقدية و الميكروبات المفيدة الأخرى، ما يضمن إعادة تدوير المغذيات من التربة إلى النبات ثم إلى التربة مرة أخرى في سلسلة غذائية طبيعية مستمرة.
4. الأثر الإيجابي للزراعة العضوية على النظام البيئي
إن منع استخدام الأسمدة والمبيدات الكيميائية يعود بعظيم الفائدة على النظام البيئي بأكمله كالتالي:
الهواء: تقليل التلوث الهوائي الناجم عن مصانع الأسمدة والمبيدات الحشرية
مصادر الطاقة: من خلال الاعتماد على الطاقة المتجددة في إدارة عملية الإنتاج بأكملها و عدم استهلاك الوقود الأحفوري في مصانع الأسمدة والمبيدات و تقليل عملية الحراثة إلى أدنى حد ممكن.
المناخ والاحتباس الحراري: تتضمن عملية الزراعة العضوية استخدام كائنات ميكروبية ذات قدرة عالية على امتصاص تثبيت الكربون من الهواء الجوي وحبسه داخل التربة كي يستفيد منه النبات، وهو ما يعزز تحسين المناخ و تقليل نسبة الكربون في الغلاف الجوي.
5. تحديات الزراعة العضوية
تواجه الزراعة العضوية مجموعة من التحديات التي تعوق الإنتاج المكثف والذي يغطي اكتفاء ذاتي للسكان، وتتضمن هذه التحديات ما يلي:
1) صعوبة توفر الأراضي البكر الغير ملوثة بالمواد الكيميائية و ارتفاع تكاليف استصلاح أراضٍ جديدة.
2) عدم توفر البذور و التقاوي والأسمدة العضوية والمستلزمات الأخرى في جميع المناطق الزراعية.
3) قلة الوعي الثقافي للمزارعين والمهندسين الزراعيين باستراتيجيات الزراعة العضوية.
4) التكاليف الباهظة للخامات الاساسية نظراً لاستيرادها من الخارج وعدم توفرها، كما أن إنتاج المحاصيل العضوية عادة ما يكون أقل من المحاصيل التقليدية وبالتالي يجب ان تباع بسعر اعلى لتحقيق ربح كافٍ.
5) صعوبة التسويق بسبب المنافسة الشديدة مع المنتجات التقليدية التي تباع عادةً بسعر أقل.
6) عدم وجود الوعي المجتمعي بالفوائد الصحية والبيئية للمنتجات العضوية ما يدفع المستهلك لتفضيل المنتج العادي.
6. الحلول المبتكرة لتشجيع الزراعة العضوية:
1. مبادرة الحكومات باستصلاح أراضٍ جديدة وتوفيرها لتشجيع المزارعين على إنشاء مزارع عضوية بها
2. إنشاء متاجر رسمية للبذور والأسمدة العضوية وتوزيعها جغرافياً حسب تواجد المناطق الزراعية
3. توفير مصانع خامات الزراعة العضوية محلياً بدلا من استيرادها مما يخفض من تكاليفها
4. إقامة ندوات تثقيفية للقائمين على الزراعة لرفع الوعي الثقافي بتقنيات الزراعة العضوية وأساليبها وطرق تسويقها وتحقيق الربح منها
5. نشر الوعي بين المواطنين من خلال وسائل الإعلام التقليدية والحديثة للوصول لأكبر شريحة ممكنة للتوعية بفوائد المنتج العضوي صحياً وبيئياً
6. تشجيع الزراعة المنزلية في الشرفات و أسطح المباني و المساحات الخالية على الطريقة العضوية وشراء المنتجات سواء البذور والتقاوي أو الأعشاب العضوية من أماكن موثوقة مثل عطارة شمول التي تخصص قسماً كاملاً للمنتجات العضوية ويمكنك زيارة قسم المنتجات العضوية من هنا
وختاماً...
فإن المنتج العضوي يتفوق على المنتج التقليدي من ناحية القيمة الغذائية، أما من الناحية البيئية فلا مجال للمقارنة.
و يكشف توجه الدولة إلى الزراعة العضوية إيماناً تاماً بأهمية الحفاظ على البيئة وصحة المواطنين و تأمين مصادر طاقة نظيفة للأجيال القادمة، فهل نبادر نحو صحة أفضل و بيئة أكثر أماناً للجميع؟؟؟!!!
المصادر:
3. JAMA INTERNAL MEDICINE هي مجلة طبية شهيرة تصدرها الجمعية الطبية الأمريكية
4. MAYOCLINIC هي منظمة علمية غير ربحية تُعنى بالأبحاث العلمية والطبية